Translate

تعليم الموهوبين

تعليم العلوم للموهوبين

يمثّل تعليم (تدريس) العلوم لطلاب التعليم العام أهمية كبرى لدى التربويين، تزداد الأهمية وتتضاعف المسؤولية عند تعليم العلوم لذوي الاحتياجات الخاصة ومنهم فئة الطلاب الموهوبين. حيث يُمثل تعليمهم عند التربويين تحدياً كبيراً يتطلب شحذ الطاقات واستعلاء الهمم لتقديم العلوم لهم بما يتوافق وقدراتهم العقلية المرتفعة، وبما يحقق الاستفادة القصوى من طاقاتهم المتنوعة.

ولابد للتربويين قبل معرفة تعليم العلوم للموهوبين أن يتعرفوا مسبقاً على السمات والخصائص المميزة لهذه الفئة من الطلاب، فهم يمتازون بخصائص معرفية ووجدانية وابتكارية معينة تميزهم عن أقرانهم مـن الطلاب العاديين، وبمعرفة هذه السمات والخصائص يستطيع التربويون من معرفة كيفية تدريسهم العلوم بأنجع السبل وأفضلها وأكثرها مناسبة لهم.

والطلاب الموهوبون يحتاجون لمنهج علوم ثري وغني بالمعلومات المناسبة والمهارات المختلفة، كما يحتاجون إلى طرائق تدريس متنوعة غنية بالمناشط والمشروعات –الفردية والجماعية- التي ترتبط بالمحتوى، كما يحتاجون إلى مشكلات تتحدى قدراتهم وتجعلهم يمارسون عمليات البحث والاستقصاء بأنفسهم وصولاً لحلول مناسبة لها.

وتشير معظم الدراسات إلى أن تعليم العلوم للموهوبين يتم من خلال برامج رعاية الموهوبين والتي تنقسم إلى ثلاثة أنواع هي: التجميع والإسراع والإثراء، ولعل الأخير منها –الإثراء- هو الأنسب لواقع مدارسنا الحالي، وهو يعني هنا إضافة خبرات تعليمية متقدمة في العلوم بغرض زيادة عمق واتساع خبرات التعلم المتصلة بمنهج العلوم الأصلي. ويهدف الإثراء إلى تحسين المنهج من حيث الكم والكيف معاً.

الجدير ذكره أن معلم العلوم كثيراً ما يواجه تحدّيات كبيرة مع طلابه الموهوبين في مادته، لذا كان لزاماً عليه إعداد بعض المناشط الإثرائية لطلابه الموهوبين، يثير من خلالها حماسهم ويعيدهم ثانية إلى التعلم، فبعض الطلاب الموهوبين يشرد ذهنياً ويصيبه الملل وتنطفئ شمعته وسط كمّ المعلومات التي يعرفها مسبقاً وطريقة التدريس التقليدية المتبعة في تدريسه. ولا غرابة أن نجد البعض منهم يثير الفوضى والمشاكل داخل الفصل تعبيراً منهم –ولو بشكل غير مباشر- عن سخطهم على التعليم الذي لم يرتقي لمستوى ما يتمنون ويطمحون إليه.

أخي المعلم .. تذكّر أن في قاعة الصف التي تُديرها وتقوم بتدريسها فئة من الموهوبين لهم حق عليك. فهل أديت الحق لأصحابه؟
 
 

كيف تصبح ذكيا بأربع حركات؟

هناك أمور نفهمها (ونشعر بمعناها) ولكن يصعب علينا شرحها أو وضع تعريف لها.. وبصرف النظر عن التعريفات العلمية للذكاء غالباً ما نعرف أنفسنا (نحن الأفراد) حين نتصرف بذكاء أو غباء، بل يمكننا (كما أعتقد شخصيا) رفع حصيلة ذكائنا المكتسب من خلال محاكاة العناصر الذكية في أي قصة أو موقف ذكي ثم محاولة تقليده وتبنيه كعادة شخصية.

وفي الأسطر التالية سأخبرك بأربع قصص مختصرة (هي للأسف ما سمحت به مساحة الزاوية) حاول بنفسك تخمين عناصر الذكاء فيها ثم محاولة تطبيقها ومحاكاتها في حياتك.

- فذات يوم قرأت مثلاً عن مواطن بلجيكي دأب طوال 20عاماً على عبور الحدود نحو ألمانيا بشكل يومي على دراجته الهوائية حاملاً على ظهره حقيبة مملوءة بالتراب، وكان رجال الحدود الألمان على يقين أنه "يُهرب" شيئاً ما ولكنهم في كل مرة لا يجدون معه غير التراب!
السر الحقيقي لم يكتشف إلا بعد وفاة السيد ديستان حين وجدت في مذكراته الجملة التالية: "حتى زوجتي لم تعلم أنني بنيت ثروتي على تهريب الدراجات إلى ألمانيا"!
أما عنصر الذكاء هنا فهو (ذر الرماد في العيون وتحويل أنظار الناس عن هدفك الحقيقي!)

- أيضاً، جاء عن حذيفة بن اليمان أنه قال: دعاني رسول الله ونحن في غزوة الخندق فقال لي: اذهب إلى معسكر قريش فانظر ماذا يفعلون، فذهبت فدخلت في القوم (والريح من شدتها لا تجعل أحدا يعرف أحدا) فقال أبو سفيان: يا معشر قريش لينظر كل امرئ من يجالس (خوفاً من الدخلاء والجواسيس) فقال حذيفة: فأخذت بيد الرجل الذي بجانبي وقلت: من أنت يا رجل؟ فقال مرتبكا: أنا فلان بن فلان!
وعنصر الذكاء هنا (أخذ زمام المبادرة والتصرف بثقة تبعد الشك؟).

- أما أبو حنيفة فتحدث يوماً فقال: احتجت إلى الماء بالبادية فمر أعرابي ومعه قربة ماء فأبى إلا أن يبيعني إياها بخمسة دراهم فدفعت إليه الدراهم ولم يكن معي غيرها. وبعد أن ارتويت قلت: يا أعرابي هل لك في السويق، قال: هات. فأعطيته سويقاً جافاً أكل منه حتى عطش ثم قال: ناولني شربة ماء؟ قلت: القدح بخمسة دراهم، فاسترددت مالي واحتفظت بالقربة!
وعنصر الذكاء هنا (إضمار النية وخلق ظروف الفوز)!!

- وأخيراً هناك حركة ذكية بالفعل (سبق وبعثتها كرسالة للمشتركين في جوال الزاوية) قام بها أحد النبلاء الفرنسيين. فذات يوم عاد لقصره قلقاً متجهم الوجه فسألته زوجته عن السبب فقال: أخبرني الماركيز كاجيلسترو (وكان معروفا بممارسة السحر والعرافة) أنك تخونينني مع أقرب أصدقائي فصفعتُه بلا شعور. فقالت الزوجة بهدوء: وهل أفهم من هذا أنك لم تصدق ادعاءه!؟ فقال: بالطبع لم أصدق كلامه، إلا أنه هددني بقوله "إن كان كلامي صحيحا ستستيقظ غداً وقد تحولتَ إلى قطة سوداء"!. وفي صباح اليوم التالي استيقظت الزوجة فوجدت بجانبها قطة نائمة فصرخت من الرعب والفزع ثم عادت وركعت أمامها تعتذر وتطلب منها الصفح والغفران. وفي تلك اللحظة بالذات خرج الزوج من خلف الستارة وبيده سيف مسلط!
وعنصر الذكاء هنا هو (استغلال خرافات الآخرين والاتجاه بتفكيرهم لنهاية تخدم مصلحتك)!

وكما قلت في بداية المقال هذه مجرد نماذج لعناصر ذكية يمكنك استنتاج مثيلاتها بنفسك من أي قصة أو موقف ذكي قد تصادفه مستقبلاً، وحين تكتشف عنصر الذكاء فيها حاول (تشربه) ومحاكاته حتى يصبح عادة وطبعا دائما في شخصيتك!
وإن لم تفهم قصدي.. فانسَ الموضوع.. فهي مجرد حكايات!.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق