Translate

ارشـــــــــــاد الموهبــــــــــــــين

حدد أهدافك نحو إجازة أكثر إبداعاً





مدخل:

(سلوى) فنانة في الرسم، رسمت أول لوحة لها فحازت على إعجاب من حولها من الصديقات والأهل، الأمر الذي جعلها تفكر في رسم العديد من الرسومات وإنشاء معرض خاص بها، الكل صفق لها وشجعها.


قبل أن تكمل تنفيذ هذه الفكرة وتنهي جميع الرسومات التي يتطلبها إنشاء المعرض، قامت بالاتصال مع الجهات والاستفسار عن كيفية إعداد المعارض، اكتشفت أن رسوم تأجير القاعات كان مربحاً، فأعجبها عالم العقار وقررت الدخول فيه، اقترضت المال من والديها وقررت تجهيز قاعة وتأجيرها على إحدى الفنانات التشكيليات. بعد أن قبضت المال قررت الدخول في عالم التصوير الفوتوغرافي فاشترت كاميرات احترافية وجهزت لها أستوديو خاص وقبل أن تقوم بالتقاط أي صورة اكتشفت أنها لا تميل إلى التصوير فباعت الأستوديو.

سنتين ضاعت على سلوى وهي تنتقل من مجال إلى آخر دون أن تحقق نجاحاُ يذكر، لكنها لم تلاحظ ذلك إلا حين هاتفتها صديقتها لتخبرها أنه سيُفتَتَح يوم غدٍ أول معرض تشكيلي لها.

لتربح، ضع أهدافاً رابحة!
هناك أشخاص كثر مثل سلوى، وإذا أردت أن تعرف هل أنت مثل سلوى أم لا؛ اسأل نفسك هل حدث وكنت مشغولاً طوال اليوم ثم في نهاية اليوم تساءلت ماذا أنجزت؟ أو عندما تنهي عملاً كنت قد ركزت عليه لعدة أيام أو أسابيع أو أشهر أو حتى سنوات ثم وقفت في النهاية ولاحظت أنه كان من الأجدى لو أنك قضيت وقتك لإنجاز عمل أفضل؟

إذا كانت الإجابة بنعم، فهذا قد يعني أنك لا تمتلك هدفاً عاماً محدداً، أو قد يكون لك هدفاً عاماً ولكنك لم تحدد إجراءات الوصول إليه، وقد تكون حددت الإجراءات بالفعل ولكنك نسيتها منتقلاً من ظرفٍ طارئ عاجل إلى ظرفٍ آخر!
 
ولنتحدث بلغة الواقع، فإننا جميعاً تمر بنا ظروف طارئة تجبرنا على القيام بمهام ومشاريع قصيرة المدى لا تتفق وأهدافنا العامة، ولكن ليس من المنطقي أن نقضي طوال عمرنا ننتقل من ظرفٍ طارئ إلى آخر لنحقق الأهداف القصيرة العاجلة متناسين طموحنا الأساسي!

إن تحديد الرؤية والأهداف الخاصة يعد أمراً مهماً جداً وفعالاً في حياة كل شخص، فهي تنتشلنا من مجرد القيام بردود أفعال لنكون أكثر فعالية وإنتاجية. ولكن على الرغم من ذلك، فوضع الأهداف ليست هي الخطوة التي ستكفل لنا حياةً فعالةً ناجحة، بل هي الخطوة الأولى للانجاز. فهناك الكثير ممن وضعوا أمامهم هدف بأن ينقصوا وزنهم أو يتعلموا لغةً أخرى وحددوا وقتاً لإنجاز هذا الهدف وانتهى الوقت وهم لم يتقدموا نحو هذا الهدف سوى بضعة خطوات.

الأهداف لا تكفي وحدها!
لو كان وضع الأهداف والطموحات يكفي لكان معظم الناس قد نجحوا، فمعظمنا لديه حلمه وطموحه وهدفه، ولكن الأهداف لا تكفي وحدها. فبعد دراسة الهدف ومدى واقعيته وإمكانية تحقيقه لا بد من تحديد إطار زمني لتحقيقه، فلو تُرِك الوقت مفتوحاً لضاع الوقت بين التسويف والتأجيل، ولذلك تأكدت أهمية كتابة الأهداف وتحديد وقتاً لإنجاز كل هدف، ومن ثم وضع خطة أو إستراتيجية لإنجاز هذه الأهداف.

على سبيل المثال: لو كان الهدف هو تعلم لغة جديدة فلا يكفي أن نقول "أننا سوف نتعلم لغة جديدة"، بل لا بد أن نقول "سوف نتعلم لغة جديدة وهي الفرنسية -مثلاً- في إطار زمني محدد وهو ستة أشهر" ثم بعد ذلك نبدأ في وضع خطة إجراءات تفصيلية لإنجاز هذا الهدف؛ فنقول "سوف نتعلم ذلك عن طريق الالتحاق بمعهد لتعليم اللغة، والتعرف على متحدثين بنفس اللغة لممارسة مهارات التحدث معهم، وقراءة قصص مكتوبة بنفس اللغة، وتحديد وقت لإنهاء كل قصة".

وقس على ذلك أي هدف تريد أن تضعه لنفسك، حيث أن كل هدف يحتاج مثل هذه المعادلة: سوف "هدف محدد" في "زمن محدد" عن طريق "إجراء محدد أو عدة إجراءات سوف أتبعها لإنجاز الهدف." وقد قيل: "الهدف+ الإجراء = النجاح".

المرونة والخطط البديلة مطلب مهم!
تقول (فيليس جورج): "لقد علمتني التجارب التي مررت بها أنا وأصدقائي أنك تزيد من فرص نجاحك وسعادتك إذا لم تتعجل في الاختيار، وهذا يعني شيئين، أولاً: عندما تقوم بوضع خطة، فلا تقيد نفسك بخيار واحد، بل عليك وضع عدد من الخيارات، وبهذه الطريقة، إذا لم تنجح الخطة رقم أ، فبإمكانك اللجوء إلى الخطة رقم ب، وإذا لم تنجح تلك، فبإمكانك اللجوء إلى الخطة رقم ج. ثانياً: لا يهم مدى براعتك في وضع الخطط، لذلك لا تقلل من أهمية دور الفرصة، ودائماً تأن في خياراتك التي لم تدرسها.

مالذي سيحدث؟
بعد إتباع خطة الإجراءات والخطط البديلة لتحقيق الهدف المطلوب، لن تفاجئك الظروف وسيكون لديك دائماً خطة دفاعية لمواجهة التحديات، وبدل أن تكون ريشةً في مهب الريح أو ورقة سابحة في مياه النهر، ستكون أنت قائد المعركة وقبطان السفينة فدفة الخيارات ستكون بيدك وخارطة الطريق أيضاً ستكون بيدك وما عليك سوى أن تتبعها. وستكتشف في آخر المطاف أنك بدلاً من أن تضع نفسك على قمة الفشل، قد وضعت نفسك على قمة النجاح!

نحو إجازة أكثر إبداع!
قد يعتقد البعض، أن فترة الإجازة هي فترة للراحة والاستمتاع فقط، ونحن لا نختلف معهم إذا كان مفهوم الاستمتاع لديهم لا يقتصر على مجرد الاستجمام. فالمتعة الحقيقية هي في تحقيق إنجاز يعود على الفرد بالمتعة والفائدة، ويكسبه مهارةً جديدة، ويعلمه فناً مختلفاً، بعيداً عن رتابة الحياة العادية وبيروقراطية الأنظمة التعليمية المعتادة. ويكفينا أن نشير إلى أن الرسول - صلى الله عليه وسلم - عدَّ الفراغ من النعم التي تفوت الكثير من الناس، فقال عليه الصلاة والسلام: "نعمتان مغبون فيهما كثير من الناس: الصحة والفراغ" متفق عليه. لذلك تأكدت أهمية وضع الأهداف وخطة الإجراءات لتحقيق استغلالٍ أمثل للوقت والطاقة أيام الإجازة الصيفية.

خلاصة القول؛ لا تترك الكثير من حياتك يهدر قبل أن تلاحظ ذلك، لأنه إذا حدث ذلك لن يكون بمقدورك أن تسترجع أي دقيقة من وقتك. وتذكر ما قيل قديماً: "لتكون ناجحاً، يجب أن تجعل الأمور تحدث، لا أن تدعها تحدث!."

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق